أصنام بشرية
إن كثيرا من الناس يحول بينهم ووبين قبول الحق أصنام بشرية, حالت بينهم وبين الإسلام , فتجد أحدهم لا يقبل الحق إلا إذا قال به فلان أو علان , أما غيره فلا , فهو يتلقى العقيدة إلا من أشخاص بعينهم , ولو أن هذا الـ( فلان ) كان يقول بكفر المتحاكم -مثلا- ثم قال بجواز التحاكم لضرورة , فلا تجده صاحبنا يقول بكفره , لأنه ( فلان ) وليس لغرض آخر !!
فهذا النوع حتى لو وافقك في كثير من الحق فلا يعد عند الله موافق وقابل للحق لأن شرط القبول عن الله منتفي , فشرط القبول عنده هو لـ ( فلان ) الصنم الذي يعبده هو .
أحيانا تجد أحد المشركين تحقر صلاتك لصلاته وصيامك لصيامه , فيقع في نفسك لماذا لم يهتد هذا للإسلام -من شدة ما ترى من عبادته وإخلاصه- وترى نفسك لا شيء أمامه , ولكنك إذا عرضت عليه الإسلام تركه ولم يقبله , وعدم هدايته عدل من الله سبحانه له , لعلم الله منه عدم القبول عن الله شرعه وأحكامه , فقبوله لبعض العبادات ما هي إلا لما وافق هواه فقط !! وليست عن خضوع كامل لله عز وجل , وكما فسر الشيخ محمد بن عبدالوهاب : تحت قوله تعالى ( ولو علم الله فيهم خيرا ) أي : حرصا على تعلم الدين ( لأسمعهم ) أي : لأفهمهم .
فهذا يدل على أن عدم الفهم في أكثر الناس اليوم عدل منه سبحانه لما يعلم في قلوبهم من عدم الحرص على تعلم الدين .
فلا يغرنك التنسك من بعض الناس ، فلو كان فيه خير لوفقه الله للإسلام وشرح صدره له بل تجد كثيرا من هذا الصنف أشد عداوة للإسلام من الطواغيت أنفسهم .
فنسأل الله الثبات والعافية . آمييييييييييييين
منقول
الجامعة الدولية الالكترونية